صحتك النفسية بين يديك
الصحة النفسية
يعد مفهوم الصحة النفسية من أكثر المفاهيم اتساعا وتأرجحا في حياتنا العملية، فقد يري البعض أنه خلو الفرد من المرض النفسي اوالعقلي ، ولكن هذا المفهوم يركز علي النظرة الضيقة لمفهوم الصحة النفسية والسلبية أيضا ،ولكننا نري أن الصحة النفسية تتبلور في قدرة الفرد علي التكيف والتواقف مع البيئة التي يعايشها ،حيث يكون راضي عن ذاته ويقدرها ويقوم بأدواره بشكل مناسب ، كما أنه يكون مقبول من الجماعة التي ينتمي اليها وتعيش حوله وتقدره أيضا ، كما يكون محب للحياة وللأخرين وإيجابي في معظم سلوكه مع نفسه ومع الأخرين ، ويقوم بعمله كما يتطلب منه ويكون ناجح فيه ويشعر من داخله انه ذات قيمة مهما كان بسيط وأن له دور في الحياة.
شروط الصحة النفسية
1-الراحة النفسية
لابد ان يشعر الفرد بالراحة النفسية ولا يعاني من مشاعر سلبية كالشعور بالذنب-الأفكار والوساوس المتسلطة- توهم المرض-حالات أكتئاب-مشاعر خجل مبالغ فيه او مشاعر خوف مبالغ فيه-مشاعر حزن مبالغ فيه ومستمر .
2-الكفاية في العمل
العمل يعتبر من الأهداف الحيوية التي يسعي الأنسان لها لتحقيق الأحساس بالأمن النفسي ،وهو أحد متطلبات نموه وبقائه،كما ان العمل يحقق للأنسان الأتزان النفسي اذا استثمر الفرد فيه طاقاته وامكاناته سيشعر بالسعادة والرضا ويطمئن لمستقبله.
3-الأعراض الجسمية
توجد أمراض تسمي سيكوسوماتية (psychosomatic desies) وهي أمراض أساسها نفسي وأعراضها فسيولوجية وهي ترجع لعوامل نفسية ومواقف إنفعالية كالغضب – الحزن- القلق- الشعور بالذنب أو النقص ومن أمثلة هذه الأمراض أرتفاع ضغط الدم -وأمراض المعدة وماشابه ذلك ، ولابد ان نفرغ أجسامنا من الانفعالات و المشاعر السلبية التي تسبب حدتها تلك الأمراض.
4-مفهوم الذات
أن فكرة الأنسان عن ذاته هي الأساس في تكوين شخصيته وإدراكه لها وتقيمه لها أيضا فالفرد هو مركز الخبرة والسلوك بأعتباره مصدر الفعل ومفهوم الانسان عن ذاته يتكون من ثلاث مكونات:
-الفكرة التي يأخذها الفرد عن قدراته وأمكاناته.
-فكرة الفرد عن نفسه في علاقته مع الأخرين.
-نظرة الفرد لذاته كما يجب أن تكون.
5- تقبل الذات وتقبل الأخرين
إذا تقبل الفرد ذاته فسوف يتقبله الاخرين ،وشرط ان يتقبل الاخرين هو بالاساس ، ويثق بنفسه وبالتالي فيعكس ذلك ثقة الأخرين فيه، مما يجعله يستطيع الدخول الي عالمهم والتأثير الأيجابي فيهم، ومساعدتهم ،وبذلك يحدث التوازن في الحياة.
6-أتخاذ أهداف واقعية
لابد ان يحدد الفرد لنفسه أهداف واقعية تتناسب مع قدراته وأمكاناته وطموحاته واتجاهاته وبيئته المحيطة ، حتي يشعر بالانجاز بدلا من مشاعر الندم والاحباط والخيبة التي تفقده الثقة بنفسه.
7-القدرة علي ضبط الذات وتحمل المسئولية
أن الشخص السوي هو الشخص الذي يتحكم في رغباته ويرجئ إشباع حاجاته ، ويفكر بالأمور بموضوعية ، ويحسب عواقب كل شئ قبل الأقدام علي أي شئ ،ويكون قادر علي ضبط ذاته في كافة المواقف خاصة المواقف الانفعالية والأكثر ضغطا.
8-القدرة علي تكوين علاقات مبنية علي الثقة المتبادلة
لابد ان يتعاون الفرد مع من حوله من أجل المصلحة العامة ، ويسعي لخير مجتمعه، ويقيم علاقات أساسها الحب والمودة والاحترام والاهتمام والرعاية والثقة المتبادلة بين الناس خالية من المصالح والانانية والكراهية والطمع وماشابه ذلك.
9-القدرة علي التضحية وخدمة الأخرين
ان الشخص السوي هو الشخص القادر علي العطاء لكل من حوله، ولا يهتم بالأخذ فقط ،فكما يأخذ يعطي ويهتم بأن يعطي دون أن يهتم بما يأخذه أو ما هو المردود، كما أن الشخص السوي يجد سعادة كبيرة في عطاءه للأخرين.
10-الشعور بالسعادة
لانعني بأن الشخصية السوية هي التي تعيش في سعادة دائمة ، ولكن أحيانا تشعر بالحزن بالقلق بالغضب بالعداوة او اي من المشاعر السلبية ولكن سرعان ماتصفو وتشعر بالراحة والقبول والطمأنينة من خلال أساليب متزنة سوية ،ولاتعيش منغص البال طوال الوقت يشكي مر الحياة وكبدها.
وأخيرا نقول لا يوجد شخص صحيح نفسيا مئة بالمئة، ولكن بنسب متفاوتة وعلي هذا لعل البعض يتساءل عن هذه النسبة سواء لذاته او للأخرين ونحن نقول سنعرض لكم أختبار مبسط للصحة النفسية لمعرفة ذلك لاحقا …..أنتظرونا